Stay on this page and when the timer ends, click 'Continue' to proceed.

Continue in 17 seconds

صيدا.. مدينة رمضانية تحب الاحتفالات | | صحيفة العرب

صيدا.. مدينة رمضانية تحب الاحتفالات |  | صحيفة العرب

Source: صحيفة العرب
Author: Al Arab العرب

صيدا (لبنان) - أصبحت الموسيقى والأطعمة وليالي الاحتفالات الطويلة على جدول الأنشطة في مدينة صيدا الساحلية بجنوب لبنان خلال شهر رمضان رغم تبادل إطلاق النار عبر الحدود جنوبا.

وتمتزج الأجواء الدينية والتراثية في مدينة صيدا (جنوبي لبنان)، حيث تمتلئ مساجدها بالمصلين، وتعج أسواقها بالوافدين والسياح الباحثين عن بهجة شهر رمضان المبارك.

وشوهد الكثير من الناس يسيرون في أزقة الجزء القديم من صيدا، وبعضهم يستمتعون بالموسيقى وعروض الدراويش بينما يدخن آخرون النرجيلة (الشيشة).

وككل عام، تزدان شوارع صيدا وساحاتها بالألوان، وتتنوع الفعاليات الرمضانية فيها عبر إقامة المعارض الحرفية والفنية، والأمسيات الموسيقية، والرقص المولوي الذي يؤديه "الدراويش".

وهكذا استطاعت المدينة الجنوبية الحفاظ على مكانتها التراثية والثقافية منذ عقود، لا سيما في شهر رمضان، حيث تجذب من كل أنحاء البلاد المواطنين الراغبين في إحياء أجواء الشهر الفضيل.

والمدينة الواقعة على ساحل المتوسط، على بعد حوالي 40 كم جنوب العاصمة بيروت، لا تزال تتميز برونقها وطابعها المعماري التراثي، وبتقاليد شعبية تميزها عن باقي المدن اللبنانية.

وقالت صفاء، وهي من صيدا "نازلين اليوم نشارك أجواء رمضان". وأضافت "يعني سبحان الله نحن شعب جبار".

وتوجت فعاليات الأسبوع الثاني من موسم "صيدا مدينة رمضانية" في خان الإفرنج بحفل إنشادي لجمعية الكشاف المسلم - مفوضية الجنوب، "وأمسية موسيقية تراثية للكشاف اللبناني - مفوضية الجنوب"، بتنظيم مشترك بين الجمعيتين ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، في وقت سجّلت فيه حركة إقبال كثيفة على أسواق خان الإفرنج، التي نظمتها المؤسسة في أسبوعها الثاني، حيث تكاملت مع ما تستقطبه الأنشطة المرافقة من رواد وما يسجّل من حراك رمضاني باتجاه الساحات والأحياء والمقاهي والمعالم التراثية، عبر بوابتي الخان، اللتين تربطان بين خارج المدينة القديمة وداخلها، وبالعكس، لتشكل مجتمعةً واجهة "صيدا مدينة رمضانية"، ومحوراً للنشاط الرمضاني الذي يتوزع كل ليلة في شرايينها فيضخّ الحياة فيها أجواء تراثيّة مميّزة حتى السحور.

يشار إلى أن أسواق خان الإفرنج،التي أطلقتها مؤسسة الحريري لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يشارك فيها حرفيون من صيدا والجوار، فيعرضون إنتاجهم من المأكولات والحلويات والحرف والمشغولات اليدوية، وتتخللها أنشطة للأطفال، ضمن أجواء تراثية رمضانية، تستمر خلال شهر رمضان المبارك أسبوعياً في أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد، من الساعة التاسعة مساءً حتى موعد السحور.

وفي النصف الثاني من شهر رمضان، تشهد مساجد مدينة صيدا إقبالا كثيفا من المصلين الساعين إلى إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، بالصلاة وقيام الليل حتى مطلع الفجر.

وقال الشيخ عبدالله البقري إن "مساجد المدينة تمتلئ في شهر رمضان المبارك عند كل الصلوات، لا سيما صلاتي العشاء والتراويح". وأضاف أنه "في العشر الأواخر من رمضان تشهد المدينة صلاة القيام في منتصف الليل حتى الفجر وتزدحم الجوامع بحشود المؤمنين".

كما تشهد المدينة مسيرة "ليلة القدر" في تقليد قائم منذ عشرات السنين، حيث تجوب مسيرة كشفية كافة شوارع المدينة، حسب المتحدث. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة، تحاول المدينة الصمود بالتكافل والتضامن في وجه هذا الواقع الذي تعيشه البلاد.

وقال البقري "التكافل بين أبناء المدينة يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية على كثير من العوائل"، مشيرا إلى دور "الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية بهذا الشأن، فضلا عن أموال الزكاة في رمضان".

بدوره، قال علي السعودي (صاحب مقهى في المدينة) إن "صيدا مدينة رمضانية بامتياز"، مشيدا بوضعها الاقتصادي والأمني الجيد مقارنة بمدن أخرى. وأضاف أن "صيدا تستقبل المواطنين من كافة المناطق اللبنانية (..) الناس تأتي إلى هنا والبسمة على وجوههم"، مشيرا إلى أن "المدينة أساسية على خريطة السياحة في لبنان".

ووصف الحاج فضل صالح -وهو من زوار المدينة بشكل دائم في رمضان- صيدا بـ"أجمل المدن في رمضان"، مشيرا إلى الأجواء الإيجابية التي تبعث السرور في قلوب المواطنين. وقال صالح إن "صيدا من أكثر المدن أمنا في لبنان، يتوافد الناس إليها من كل المناطق، نأمل أن يحميها ويرعاها الله وأن تبقى نجمة مضيئة".

Could not load content