موجة حرّ شديدة تجتاح شرقيّ سورية
Source: العربي الجديد
- شرق سورية يعاني من موجة حر شديدة مع درجات حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية، مصحوبة بعواصف غبارية، مما أدى إلى أضرار بشرية ومادية. الظاهرة تتفاقم بسبب تغير المناخ وانبعاثات الغازات الدفيئة.
- الحرارة الشديدة تسبب حالات وفاة وإغماء، خاصة بين الفئات الضعيفة. يُنصح باتخاذ تدابير وقائية مثل الحفاظ على برودة المنازل وتجنب التعرض المباشر للشمس.
- انقطاع المياه والكهرباء يفاقم الأزمة، مما يجعل السكان يفتقدون لوسائل التخفيف من الحرارة. الوضع الصعب يؤثر سلبًا على الحياة اليومية، مع تأكيدات على حالات الإغماء والمعاناة بسبب الحر الشديد ونقص الخدمات.
تجتاح موجة حرّ شديدة شرقيّ سورية منذ بداية الأسبوع الجاري، إذ وصلت درجات الحرارة المُسجّلة في الظل بالمناطق الشرقية إلى قرابة 45 درجة مئوية ورافق هذا الطقس عواصف غبارية في بعض المناطق، ولا سيما محافظتي الحسكة ودير الزور والبادية، ما خلّف أضرارًا بشرية ومادية في الممتلكات العامة والخاصة.
وقال الخبير الجغرافي من محافظة الحسكة أحمد حسن، لـ"العربي الجديد": "تحدث موجات الحرّ عندما تكون درجات الحرارة أعلى من معدلها الطبيعي لعدّة أيام على التوالي. ويمكن للرطوبة العالية أن تجعل الحرارة تبدو أعلى بكثير مما هي عليه، كذلك تنشأ عن انحصار الهواء الدافئ في الجو، وهي ظاهرة جوية طبيعية. وقد أخذت تزداد شدّة وتواترًا بسبب تغير المناخ الناشئ عن انبعاثات الغازات الدفيئة التي تعمل على حصر السخونة في الجو لمدة أطول. أي هي جزء من ظاهرة الاحتباس الحراري".
وتستمر درجات الحرارة أعلى من معدلاتها بنحو 3 إلى 5 درجات مئوية نتيجة تأثر البلاد بامتداد المنخفض الموسمي الهندي السطحي المترافق بتيارات جنوبية غربية في طبقات الجو العليا. وتوقعت المديرية العامة للأرصاد الجوية في نشرتها أن يكون الجو صحوًا وحارًا نسبيًا بشكل عام، سديميًا مغبرًا وحارًا في المناطق الشرقية والجزيرة والبادية.
وغالباً ما تسبب موجة الحرّ حالات وفيات وإغماءات متكررة، وخصوصاً بين صفوف كبار السن والنساء والأطفال. وشهدت مدينة القامشلي يوم الخميس وفاة الخمسيني عبد السلام علي (أبو رودي) في أثناء ممارسته الرياضة في ملعب 12 آذار (الملعب البلدي) نتيجة للإجهاد وشدة الحرارة.
وفي السياق، يقول الطبيب طاهر محمد، اختصاصي طب الأطفال في القامشلي لـ"العربي الجديد": "تشكل الحرارة الشديدة خطرًا على صحة جميع الأشخاص، ويُعتبر الرُضّع والأطفال والنساء والمسنون أقل مقاومة بصفة خاصة أمام الإجهاد الحراري". ويشير إلى أن النساء الحوامل يواجهن خطرًا أكبر، فالحرارة العالية والجفاف يسببان انخفاض وزن الطفل عند الولادة، أو الولادة المبكرة، أو حتى ولادة طفل ميت، أي إنهن يمكن أن يتأثرن سلبًا ويبدأ لديهن مخاض مبكر.
وينصح الطبيب بالاحتفاظ في المنزل بحقيبة لوازم إسعاف أولية تحتوي على عبوات أملاح الإماهة الفموية، وميزان حرارة، وقوارير ماء، وقطع قماش لتبليلها بغية تبريد جسد المصاب، ومروحة أو بخاخ ماء، وبضرورة الحفاظ على برودة المنزل وإسدال الستائر في أثناء وقت الذروة نهاراً، وفتح النوافذ ليلاً للتهوية، واستخدام مراوح ومكيفات لتبريد الجو، وتجنّب الخروج قدر الإمكان.
ويشير إلى ضرورة وضع واقٍ من الشمس في حالة الخروج والبقاء في الظل واستخدام قبعة أو مظلة للحماية من الأشعة، إلى جانب الحرص على شرب الماء في فترات منتظمة وقبل الشعور بالعطش، فضلاً عن ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة، مثالية في الأيام الحارة للمساعدة في تقليص الطفح الجلدي الناجم عن الحر وامتصاص العرق. وبالمثل، يوصى باستخدام أغطية قطنية للسرير بدلًا من المواد التي لا تسمح بتسرب الهواء عبرها.
وينصح الطبيب الأمهات بخصوص الرُّضّع والأطفال بالتأكد من أن "الطفل لا يحتاج الماء، أو يتعرق، أو يشعر بالحرارة، أو يتقيأ، أو إذا كان يشعر بجفاف ولزوجة في فمه، أو يعاني من صداع، ولا يستجيب استجابة ملائمة، أو كانت حرارة جسمه مرتفعة، أو يشعر بدوخة أو يتنفس بسرعة، فيجب اصطحابه إلى أقرب عيادة أو مستشفى".
من جانبها، تقول السورية منى العلي لـ"العربي الجديد": إنّ "موجة حرّ شديد لم تعد تُحتمَل في مدينة القامشلي يفاقمها انقطاع المياه والكهرباء، وهذا ما زاد من الأزمة التي نعيشها، إذ نفتقد لأبسط وسائل التخفيف من الطقس الحار، وخصوصاً في صفوف أطفالنا الذين نكتفي بتبليل ملابسهم بالماء مخافة إصابتهم بمكروه". وتضيف: "أصيبت جارتي بحالة إغماء اليوم أيضًا بسبب الحر الشديد. لدينا المكيفات، لكن لا توجد كهرباء لتشغيلها".